مدینة رامز (هوه نور)

دع لوجودک معنى . .

پنجشنبه, ۲۶ اسفند ۱۳۹۵، ۱۲:۴۴ ق.ظ

جواد الخمیسی


تخیل أنک موجود عظیم و کبیر بالحجم و الجثة تعیش فی إحدى المجرات العظیمة البعیدة من آلاف المجرات المتواجدة فی الکون بکواکبها و نجومها ، و لدیک منظار عملاق غیر طبیعی ترى فیه الآفاق البعیدة ، تقرب عدسته بملایین السنوات الضوئیة نحو مجرتنا ، طیب لقد رأیتها الآن، لقد رأیت مجرتنا ،قرب أکثر ،  هل ترى منظومتنا الشمسیة ، نعم ،هناک تلک النجمة البعیدة الصغیرة بضوءها الضئیل هی الشمس و حولها تسع کواکب صغار، قرب أکثر و أکثر کی ترى الکواکب التسع ، إحدى الکواکب تسمى الأرض ،و هی أصغر بملایین الکیلومترات من تلک النقطة الضوئیة الصغیرة التی سمیناها الشمس،نعم أنها نسبة بالکون کذرة رمل فی صحراء کبیرة.


و الغریب أن على هذه ذرة الرمل ، عفوا على هذه الأرض الصغیرة تعیش أیضا بعض الذرات الصغیرة جدا ، و نسبة بکبر الکون لا نستطیع أن نقدرها بحجم الجسیمة الواحدة لصغرها و کأنها لا توجد و کأنها عدم ،یختلف الحساب  الزمنی لهذه الذرات الصغیرة جدا عن حساب مجرتک التی تعیش فیها ، فمثلا کل ثانیة فی مجرتک العظیمة العملاقة بمقابل قرن کامل من حیاة هذه الذرات ، فتخیل فی کل ثانیة من حیاتک تولد الملیارات من هذه الذرات على تلک ذرة الرمل ، تتغذى ، تتکاثر  ، تتصارع بعضها مع بعض و تفسد و تسفک الدماء  ، و أخیرا تموت

طبعا من الطبیعی یا أیها الجثة الکبیرة لا تشغل بالک بالذرات لعدمیتها ،هی لک بمثابة موضوع عابر ، لماذا یجب أن ینشغل فکرک بهذه الذرات التی لا ترى و لا تسمع و فقط تولد و تموت بالملایین فی کل ثانیة من حیاتک...نسبة بک و بحجمک و مجرتک العظیمة العملاقة حیاتها تافهة و عبثیة...

 فلک لیس فقط موت ذرة واحدة بل موت کل الذرات على ذرة الرمل :

لم تکن أبدا خسارة...

و لکن هل تعلم أن هذه الذرات من صنع صانع کل الکون ،خلقها من طین ، نفخ من روحه فیها ، سماها إنسان ، جعلها خلیفة على تلک ذرة الرمل و فضلها على العالمین و على تلک الصحراء و علیک و على مجرتک...

آها ...أمر غریب ، صح !! فضلها علیک و على کل الکون....

ما هذا السر ، لماذا فضل الخالق هذه الذرات على الکون و العالمین و المجرات و الکواکب ، و لماذا خلقها الخالق أصلا...

 الملائکة سئلت الخالق فی هذا الأمر فأجابها


إنی أعلم ما لا تعلمون ...

ما قصة خلق هذا الإنسان ، الذرة الصغیرة ، هذه الجسیمة على ذرة رمل و الذی نفخ الخالق من روحه فیها...لا نعلم ....


فی هذا زحام الصور و الخیال و التخیل و الصغر و الکبر و إختلاف الأزمنة و قصرها و طولها و عرضها هناک قطعة جغرافیة صغیرة على ذرة الرمل التی ذکرناها تسمى رامز و هی التی لها تاریخ عریق و قدیم بالحساب الزمنی للذرات..

 عاشت على القطعة ذرات کثیرة تتمیز عن غیرها و لها لونها و  شکلها الخاص بنفسها ، و قبل عشرات الأعوام الأرضیة و فی یوم معاهدة أرض الروم جاء حلف من الذرات من القاجاریین  و اللر و الروس و البریطانیین و العثمانیین  فسلب رامز من أهلها و قتل الکثیر منهم  و ضمه تحت ملکه لیتغذى منها ...و کما تعلم و ربما رأیت بمنظارک العملاق أن فی الکون هذا الأمر طبیعی جدا  ، القوی یأکل الضعیف...و الکواکب تأکل بعضها البعض و الحیوانات کذلک...

 أما العجیب أن هذه القاعدة لا تصح على الإنسان فی کل الوقت ، فإنه یجتاز هذا القانون  و یصنع المعجزات و المستحیل  لأنه یؤمن بوجود الحق و الحقیقة

الذرات السالبة التی ذکرناها مع قتلها لأهل رامز لم تستطع أن تمحی أهلها بالکامل من الوجود ، فنظرت إلیها عائقا و عقبة أمام تغذیها الکامل من رامز لأن وجود ما تبقى من الذرات الأهل و السکان الأصلیین هو دلیل على أن رامز مسلوبة و لم یکن فیها حقا للسالبین...

فالذرات السالبة اضظرت أن تموه و تلون الذرات الأهل بطلاءها السالب کی تمکر و تضیع المجموعة الأهل و تذوب فی المجموعة السالبة...

فی ظنها تطبق قانون القوی یأکل الضعیف...و لکنها لم تفلح

لأن هناک أحد أهل رامز الأصلیین سعى جاهدا لیزیل هذا الطلاء المزیف و یسترجع لون مجموعته لها ،کی یتحدى القانون المذکور و یصنع المستحیل و ینجلی فیه سببا من أسباب خلق الإنسان و العبادة..ز کی یثبت للعالم أن وجود الإنسان و خلقه لم یکن عبثا و إنه خلیفة الله فی الأرض

هذا الشاب الذی عرف عظمة خلقته إنتفض فی وجه الدیاجی و جاهد لینیر اللیل ، سعى و نشط و کرس حیاته و وقته کی یوعی مجموعته بأنها فی مرحلة الحذف من الوجود و کیف السالبین یطلونها بلونهم و یذوبونها فی مجموعتهم

إنتفض کی یسترجع لونه و حقه و حقیقته و هویته ، و کی تسمعه کل الکواکب و النجوم و المجرات بأنه لا یتنازل عن کرامته و عظمة خلقه و بأنه أعظم من أن یکون فقط مجرد ذرة عدمیة على ذرة رمل و بأنه لا یتنازل عن حقه الإلهی و فطرته التی خلقه الله علیها و کی یقول بأن هذه الحیاة القصیرة على الأرض لیست جدیرة بأن نخشى غیر الله ...


باحثا عن کرامته و حیاة کریمة ساق الشاب فی یوم ممطر سیارته متجها إلى مدینة الأهواز ، لیوصل أخت

مدینة رامز( هوه نور), [05.03.17 10:35]
ه التی حثها على تعلیم اللغة العربیة التی منعتها الحکومة الإیرانیة للتعلیم المدرسی و فرضت التعلیم باللغة الفارسیة ، ذهبا جواد و أخته لیخدما لغتهم الأم و یسترجعون هویتهم التی سلبت منهم ، و یزیلوا اللون المزور و التمویه السالب ، ذهبت أخته لتعلم العربیة و الأخذ من ینابیع هویتها الحقیقیة و ذهب هو لیخدم العربیة و العروبة و الهویة و المرأة و المدینة و الإنسانیة.

جواد خمیسی الشاب المهذب ، الودود ، الذی جعل کل وقته و همه لأهله و وطنه ، من أکبر نشطاء الأهواز و مناضل حر من مدینة رامز العربیة ، قام بفعالیات عدیدة ثقافیة و هوویة رغم کل المضایقات و المطاردات  و الإعتقالات خدمة لعروبته و أهله و حقه


 رجعا هو و أخته من مدینة الأهواز من صف تعلیم اللغة العربیة الشعبی و الغیر حکومی ، متجهین إلى رامز  فی شهر فبرایر فی الیوم العالمی للغة الأم ، فی ذلک الیوم الممطر، فاستعرضت طریقهم شاحنة انحرفت عن الطریق فذهب إلى جوار خالقه کی یصبح شهیدا للعربیة و الإنسانیة و مقاومة الشر و کی یثبت لنا أن هذه الحیاة تصبح عبثا لو لا الکرامة و المبادئ و الصلاح و الإلتفاف بفطرتنا الإلهیة و ذاتنا الإنسانیة و ناضل جواد کی تکون حیاته عبادة حقیقیة لخالقنا العظیم تتجلى بنضاله و تحدیه و مقاومته للظلم و کی لا یبقى ذرة صغیرة فی الکون فقط  تتغذى و تتکاثر

رحمه الله و خلده فی جناته إن شاء الله


 موته لثمة فی النشاط الأهوازی


فبه عرفنا أن موت بعض الناس خسارة

"خسارة لا تعوض"


إنا لله و إنا إلیه راجعون


الکاتب : ذرة من مدینة الأهواز


  • موافقین ۰ مخالفین ۰
  • پنجشنبه, ۲۶ اسفند ۱۳۹۵، ۱۲:۴۴ ق.ظ
  • رامز رامزی

نظرات  (۰)

هیچ نظری هنوز ثبت نشده است
ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی